logo
الأرشيف السوري
logo
الأرشيف السوري

التحقيقات

غارات يُدعى أنها روسية على حفسرجة وسهل الروج في إدلب

٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٢

تحقيق في هجومين تسببا بمقتل مدنيين في إدلب، يُزعم أن الهجوم الثاني استهدف زعيماً سابقاً لكتيبة التوحيد والجهاد في سوريا

اطبع المقال

ملخص الحادثة

  • مكان الاستهداف: قرى حفسرجة والشيخ يوسف وسهل الروج بريف إدلب الغربي 
  • موقع التأثير: منزل ومنشرة حجارة على الطريق بين قريتي حفسرجة  والشيخ يوسف وأراض زراعية في محيط سهل الروج، ومعسكر تدريب لفصائل مسلحة على أطراف سهل الروج، وفقًا للتقارير
  • التاريخ: الخميس 8 أيلول/سبتمبر 2022
  • التوقيت: ما بين الساعة 11:01 و 12:32 ظهراً بتوقيت دمشق
  • الضحايا: 7 أشخاص بينهم طفلان، وإصابة أزيد من 13 شخصاً 
  • نوع الحادثة: غارات جوية إضافة لصاروخ أرض-أرض 
  • الذخائر المحددة: غير محددة، ولكن صاروخ أرض-أرض من نوع 9M79 Tochka، ربما يحمل ذخائر صغيرة 9N24 ـتم إطلاقه في الاستهداف على الأرجح
  •  المسؤول المحتمل: من المرجح أن تكون الغارات الجوية نفّذت من قبل القوات الجوية الروسية

مقدّمة

 يوم الخميس 8 أيلول/ سبتمبر 2022، وبين الساعة 11:01 و الساعة 12:32 دقيقة  بتوقيت دمشق، استهدفت إحدى عشرة غارة جوية نفذتها ثلاث طائرات حربية، محيط قريتي حفسرجة والشيخ يوسف، إضافة لسهل الروج غربي إدلب، وذلك وفقًا لبلاغات المراصد المحليّة.

تظهر التقارير اللاحقة ضربة واحدة على الأقل باستخدام صاروخ أرض-أرض على المنطقة القريبة من سهل الروج. وفقاً لمعلومات مفتوحة المصدر، وقعت الضربات الثلاث الأولى بين الساعة 11:01 والساعة 11:11 دقيقة واستهدفت  منزلاً ومنشرة حجارة على الطريق الواقع بين قريتي حفسرجة و الشيخ يوسف، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم طفلان. و استهدفت الغارات الأخرى محيط بلدة سهل الروج، وتسببت بإصابة شخص، ونفوق نحو 40 رأساً من الماشية وأضرار مادية بالمزروعات وألواح الطاقة الشمسية في المكان. كما أشارت بلاغات إلى أن الهجوم الثاني استهدف قيادياً سابقاً في كتائب التوحيد و الجهاد.

المنهجيّة

أجرى الأرشيف السوري تحقيقاً حول الاستهداف، اعتماداً على:

  • حفظ، تحليل، والتحقق من 64 مقطع فيديو وصورة وتقريراً، رفعت على الإنترنت.
  • التأكد من موقع التأثير من خلال مطابقة المعالم البارزة الظاهرة في المحتوى البصري بصور الأقمار الصناعية والإحداثيات التي وصل إليها فريق التحقيق عن الاستهداف.
  • تحديد توقيت الهجوم التقريبي زمنياً من خلال مقارنة اتجاه الظلال المرئية على الأرض باستخدام أداة SunCalc.
  •  تحديد وتقييم أولي للأضرار الموثقة  تُظهر موقع التأثير و المحدد جغرافياً.
  • تحديد و تقييم أولي للأسلحة والذخائر التي ورد استخدامها في الاستهداف.
  • فحص التقارير و الوثائق التي تظهر الخسائر الناجمة عن الاستهداف.

وكان هذا التحقيق خلاصة مراحل متعددة من التحليل للمصادر المتاحة، والتأكد منها من قبل فريق التحقيق، زودت المصادر، المتكاملة فيما بينها، الفريق بمعلومات مرتبطة بتاريخ الاستهداف، توقيته، موقعه، الضحايا والإصابات والأضرار الناجمة عنه، إضافة لنوع السلاح المستخدم والطائرات. عبر فحص جميع المعلومات المتوفرة عن الاستهداف، طوّر الأرشيف السوري فهماً للحادثة والمسؤولين المحتملين. 

للاطلاع على منهجية البحث في الأرشيف السوري، يرجى زيارة موقعنا.

حول مكان التأثير

تتبع قرية حفسرجة و قرية الشيخ يوسف لناحية أرمناز في منطقة حارم بريف إدلب الغربي، ويقع سهل الروج بين سهلي الغاب والعمق وتحيط به جبال حارم، وهو منخفض طبيعي يستخدم لأغراض زراعية. قريتا حفسرجة و الشيخ يوسف و سهل الروج جميعها تقع ضمن مناطق خفض التصعيد المُحدّدة في مايو 2017 ووقف إطلاق النار الذي أُقرّ في 6 آذار 2020 من قبل الجانبين الروسي والتركي.

أصبحت بلدتا حفسرجة والشيخ يوسف مكاناً لنزوح أهالي ريف إدلب الجنوبي بعد العمليات العسكرية في عام 2020، إذ استقبلت نحو 11 ألف نازحاًمعظمهم من ريف إدلب الجنوبي

تستضيف منطقة حارم و ناحية أرمناز (التي تتبع لها قريتي حفسرجة والشيخ يوسف) وسهل الروج عدداً كبيراً نسبياً من النازحين في الداخل، و بحسب إحصائية منسقو استجابة سوريا في شباط 2020، تضم المناطق المذكورة التي لجأ إليها النازحون 624 مخيماً من أصل 1259 مخيماً في شمال غربي سوريا. وتتوزع فيها أعداد كبيرة من المخيمات العشوائية، منها في حفسرجة مخيم الملعب ومخيم في جبال حفسرجة، وفي سهل الروج مخيم البالعة وكبتا وسكة حيلا.

تحديد الموقع الجغرافي

الموقع الأول: بالقرب من حفسرجة

في 08 سبتمبر 2022، نشرت صفحة Rudaw على فيسبوك لقطات من طائرة بدون طيار توثق مواقع تأثير الاستهداف. بمقارنة الوثائق البصرية والمعلومات حول الموقع بصور الأقمار الصناعية؛  يبدو أن أحد المواقع المصورة في الوثائق البصرية يتطابق مع منزل ومنشرة حجارة بين قريتي حفسرجة والشيخ يوسف.

الخيام الظاهرة في الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بموقع التأثير بالإضافة إلى تقرير وارد من الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تظهر مدنين و/أو نازحين من المحتمل أنهم يعيشون بالقرب من موقع التأثير.

hafsarja8

الخيام بالقرب من موقع التأثير ـالمصدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان

صور الأقمار الصناعية من Google Earth Pro قبل الاستهداف التُقطت بتاريخ 11 ديسمبر 2021 (على اليسار) و الصورة (على اليمين) بعد الاستهداف التُقطت بتاريخ 29 أكتوبر 2022. تظهر الصور خيامًا بالقرب من موقع التأثير، ويمكن ملاحظة أن جزء من الخيام لم تعد موجودة بالقرب من موقع التأثير بعد الاستهداف. المصدر: ديجيتال غلوب.

الموقع الثاني: بالقرب من سهل الروج

يمكن تحديد الموقع الجغرافي للهجمات الإضافية التي أُبلغ عنها في 8 أيلول/سبتمبر على أراضي سهل الروج الزراعية وذلك من خلال تحليل التقارير المنشورة، بما في ذلك: مقطع فيديو صفحة Rudaw على فيسبوك، ومقطع فيديو نشرته أورينت نيوز على تويتر، وفيديو شاركته صفحة قلعة المضيق على تويتر نقلاً عن قناة RVvoenkory على تلغرام.

hafsarja61

تحديد المعالم البارزة لمكان استهداف سهل الروج عند 35.943125, 36.494056،  الصورة في الأعلى من فيديو قناة أورينت وفي الأسفل صورة للمكان من جوجل إيرث

hafsarja78

تحديد الموقع الجغرافي لضربة على حقل زراعي بالقرب من سهل الروج، صورة الأقمار الصناعية من جوجل إيرث عند الإحداثيات 35.943125, 36.494056 والصورة الثانية من فيديو نشرته صفحة Rudaw 

تظهر وثائق إضافية نشرتها قناة حلب اليوم وشبكة شام بقايا ذخيرة استخدمت في الهجوم، تم اكتشافها على بعد نحو 650 مترًا من أعمدة الدخان المحددة جغرافيًا.

ماذا حدث؟

تشير المعلومات المتاحة إلى أنه، ما بين الساعة 11:01 و الساعة 12:32 بتوقيت دمشق، من يوم 8 أيلول/ سبتمبر 2022، استهدفت غارات جوية محيط قريتي حفسرجة والشيخ يوسف بالإضافة إلى سهل الروج بريف إدلب الغربي.

القصف على حفسرجة

كما يتضح من تحديد الموقع الجغرافي أعلاه، فقد ضربت إحدى الغارات منزلًا ومنشرة حجارة بين قريتي حفسرجة والشيخ يوسف.

ملخص البلاغات المنشورة عبر الإنترنت

بتاريخ 8 أيلول 2022 بدأت أولى البلاغات عن القصف على حفسرجة  في الساعة 11:01 من قبل مرصد سوريا، إذ نشر على حسابه في تويتر خبراً عن تحليق للطيران الحربي الروسي بشكل دائري فوق حفسرجة 

hafsarja60

لقطة شاشة من تغريدة مرصد سوريا على تويتر

عند الساعة 11:05 دقائق نشر حساب تلفزيون سوريا على تويتر صورتين قال إنهما لاستهداف طائرات حربية روسية محيط بلدة حفسرجة غربي إدلب 

بعد دقيقة واحدة، تمام الساعة 11:06، نشرت وكالة ستيب للأنباء تغريدة  ادّعت وقوع قصف جوي بصواريخ فراغية من مقاتلات روسية على محيط حفسرجة، و بعد ثلاث دقائق عند الساعة 11:09، نشر محمود أبو عمرو على حسابه في تويتر خبراً مرفقاً بصور تظهر أعمدة دخان، وادّعى استهداف محيط حفسرجة بثلاث غارات جوية. 

كذلك نشر حساب أخبار سوريا الوطن على تويتر وموقع Now Lebanon المواليين للحكومة السورية خبراً عن استهداف الطيران الحربي “تجمعات إرهابية” في محيط حفسرجة عند الساعة 11:11.

توالت البلاغات من قبل وسائل الإعلام وناشطين حول الاستهدافات، إذ نشر كل من  راديو الكل و الطريق ميديا  والإعلامي رضوان طعمه ووكالة ثقة أخباراً وصوراً للقصف.

 نشر حساب تلفزيون سوريا على تويتر خبراً عاجلاً عن تجدد القصف على محيط قرية حفسرجة من قبل الطائرات الروسية، وأرفق طارق الأحمد وإبراهيم رضوان صوراً للاستهداف.

hafsarja10

صورة من تغريدة إبراهيم رضوان على تويتر للحظة الاستهداف، تظهر تصاعد عمود من الدخان فوق حفسرجة

بعد ساعات من الاستهداف؛ نشر الدفاع المدني على قناته في تلغرام، مقطع فيديو يظهر لحظات الاستجابة الأولى لاستهداف منزل ومنشرة حجارة في حفسرجة. تظهر الثواني العشر الأولى من الفيديو  طائرة حربية تحلق في المنطقة، وتظهر آثار الدخان، تترافق اللقطات مع صوت تسجيل صادر عن قبضة لاسلكية يقول “الطيران الروسي نفذ”. وتوضح اللقطات الإضافية وصول المستجيبين الأوائل إلى موقع الضربة وإسعاف المصابين. كما نشر الدفاع المدني السوري لاحقًا تقريرًا على موقعه على الإنترنت عن الحادثة.

لقطات شاشة من فيديو الدفاع المدني للحادثة على قناته في تلغرام تظهر طائرة في السماء، لحظة تنفيذ الهجوم على حفسرجة وعمليات الإسعاف

hafsarja53

صورة من صفحة روج ميديا على فيس بوك  لموقع التأثير في حفسرجة

يظهر مقطع فيديو نشر على موقع تويتر لحظة استهداف مواقع متعددة. بين الثانية 0:14 - 0:26، يظهر الفيديو لحظة وقوع ثلاث ضربات على المنزل و منشرة الحجارة في حفسرجة. الفيديو عبارة عن لقطات جوية للضربة،  يتضمن تاريخ الاستهداف، 8 أيلول 2022، و توقيته 11:56، بالإضافة إلى وقوع غارتين أخريين في الساعة 12:19. يتوافق التاريخ الظاهر في الفيديو مع ما توصل إليه الأرشيف السوري ولكنه يتعارض من حيث الطابع الزمني الظاهر في الفيديو مع التقارير الأخرى المتعلقة بتوقيت وقوع الاستهداف، بما في ذلك البيانات الوصفية من الصور التي التقطت من موقع الاستهداف.  

تحديد الموقع الجغرافي الظاهر في مقطع الفيديو الذي يُظهر لحظة الاستهداف على حفسرجة

لقطات من مقطع فيديو يظهر لحظة الهجوم على حفسرجة و تاريخ ووقت الاستهداف محدداً  باللون الأصفر

نشر كل من تلفزيون سوريا وتلفزيون حلب اليوم وقناة الجزيرة ووكالة أنباء الشام و تلفزيون أورينت  وقناة كابوس جرابلس على تلغرام فيديوهات حول الحادثة. أظهرت مقاطع الفيديو لحظات الاستجابة الأولى وما يبدو أنه موقع تأثير إحدى الغارات، وهرب المدنيين والدفاع المدني، والاختباء من القصف المتكرر الذي طال الأمكنة ذاتها.

لقطات من شاهد عيان نشرت على قناة كابوس جرابلس على تلغرام، توثق انفجارات متعددة قرب حفسرجة

 أحمد ابراهيم الشيخ شقيق صاحب المنزل و المنشرة والذي أُبلغ عن مقتله في الحادثة، وصف في فيديو نقلته وكالة أنباء الشام الإخبارية ما حدث بأنه “أمر لا يصدق ولا يقبله العقل، جميع الأشخاص الذين قتلوا كانوا عمال منشرة يبحثون عن لقمة عيشهم”

hafsarja13

 لقطة شاشة من مقابلة أحمد ابراهيم الشيخ على وكالة أنباء الشام، يظهر خلفه بيت شقيقه المهدم

لا تظهر مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت، بما في ذلك مقطع فيديو يظهر لحظة الاستهداف، وجوداً عسكرياً في موقع التأثير أو حوله. 

تحديد التوقيت

لتقدير توقيت وقوع الاستهداف على منشرة الحجارة والمنزل في حفسرجة؛ قام الأرشيف السوري بتحليل: أوقات رفع مواد نشرت على الإنترنت، تم الإشارة لها والتأكد منها في الفقرة السابقة، البلاغات والادعاءات حول توقيت الحادثة، الظلال الظاهرة في مقاطع الفيديو التي تصور لحظة سقوط القذائف الصاروخية أو الدقائق التي تليها، وقارن هذه المعلومات مع بيانات من المراصد المحلية.

كما هو مفصّل أعلاه؛ بدأت أولى البلاغات عند الساعة 11:01 بتوقيت دمشق من قبل مرصد سوريا على تويتر، تلا ذلك تغريدة لتلفزيون سوريا تظهر أعمدة الدخان فوق حفسرجة. استمرت التقارير طوال اليوم، وادّعت وقوع عدة ضربات على موقع التأثير. كما أكد مراسل الجزيرة في تقرير مصور عن الحادثة توقيت الاستهداف عند الساعة 11:00 بتوقيت دمشق.

إضافة إلى ذلك، نشرت عدة مراصد محلية، ستُذكر بالتفصيل في فقرة تحليل بيانات الطيران، بلاغات عن وقوع غارات جوية على المنطقة المستهدفة، وذلك بدءً من التحليق الدائري فوق حفسرجة في الساعة 11:00، والتنفيذ في القرية في الساعة 11:02 واستمرار الغارات في المكان ذاته حتى الساعة 11:14. يتوافق ذلك مع تصريح أدلى به أحد العاملين في منشرة مجاورة، والذي قال في فيديو نشرته صفحة  Rudaw على فيسبوك “سمعت صوت صاروخ استهدف المنشرة القريبة من مقلع الحجارة الذي أعمل به، اختبأنا أنا وإخوتي في المكان، تلا ذلك غارة أخرى، وبعد انتهائها توجهنا إلى المكان، وجدنا جثة صاحب المنشرة وابنه، وبعد عشر دقائق استهدفت غارة ثالثة المقلع الذي أعمل به”.

تظهر لقطة شاشة لأداة Sun Calc موقع الشمس في الساعة 11:15 بالتوقيت المحلي، بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر، 2022 في موقع التأثير المحدد جغرافياً بالقرب من حفسرجة. الدائرة البرتقالية هي موقع الشمس والدائرة المحددة باللون الأحمر هي البناء المحدد بصندوق أحمر والموثق في مقطع الفيديو حصل عليه الأرشيف السوري من مصدر على الأرض في الدقائق التالية للاستهداف. يتطابق اتجاه ظلال البناء مع الاتجاه المقدر للظلال عند الساعة 11:15 بالتوقيت المحلي بتاريخ 08 أيلول 2022. 

الدمار

نشر كل من الدفاع المدني ، صفحة Rudaw على فيسبوك، وكالة الفرات للأنباء، قناة الجزيرة، اتحاد نشطاء الثورة، قناة أورينت، تلفزيون سوريا، قناة كابوس جرابلس  مقاطع فيديو وثّقت أضرارًا هيكلية واسعة النطاق لحقت بمنزل ومنشآت منشرة حجارة بالقرب من حفسرجة، ويُزعم أن جميعها مرتبطة بالاستهداف على المنطقة بتاريخ 08 سبتمبر 2022.

لقطات شاشة من فيديو صفحة Rudaw على فيسبوك يظهر الدمار الذي طال المكان المستهدف في حفسرجة

لقطات شاشة من فيديو شبكة شام على فيسبوك تظهر الدمار في منزل مدني في حفسرجة

  الطائرات التي تم توثيقها

يظهر فيديو نشره الدفاع المدني، وصور التقطها المركز الإعلامي العام طائرات حربية تحلق فوق حفسرجة قبيل تنفيذ الاستهداف بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر 2022.

من خلال تحليل صورة الطائرة الحربية الظاهرة في مقطع فيديو الدفاع المدني السوري وفيديو المركز الإعلامي العام، يُرجّح الأرشيف السوري أن تكون صوراً لطائرة روسية من طراز سوخوي 24، وذلك من خلال مطابقة شكل الأجنحة ومقدمة الطائرة مع الصور المتوافرة عبر الإنترنت لطائرة سوخوي 24. يُشار إلى أن طائرات سوخوي 24 تُستخدم من قبل الحكومة السورية والقوات الجوية الروسية في سوريا

صورة لطائرة من طراز سوخوي 24 - المصدر

نشر المركز الإعلامي العام صورآً لطائرتين حربيتين في السماء. من خلال تحليل الصور خلُص الأرشيف السوري إلى أن إحداهما تختلف عن الطائرة الظاهرة في مقطع فيديو الدفاع المدني، والتي يُرجّح أن تكون طائرة روسية حربية من طراز سوخوي 34، وذلك من خلال مطابقة شكل الأجنحة وذيل الطائرة، بالإضافة إلى لون جسم الطائرة والمقدمة. يُشار إلى إن القوات الجوية الروسية هي من يستخدم طائرات سوخوي 34 في سوريا، إذا لا يُعرف عن القوات الجوية السورية استخدامها لطائرات من طراز سوخوي 34.

تتطابق طرازات الطائرات الظاهرة في المواد مفتوحة المصدر مع بلاغات المراصد المحلية، والتي  تحدثت عن وجود ثلاث طائرات حربية  –طائرتان سوخوي 24 و واحدة سوخوي 34 –  فوق المناطق المستهدفة وقت الغارات، إضافة لطائرات استطلاع، و بحسب المراصد المحلية جميعها أقلعت من قاعدة حميميم العسكرية الروسية.

القصف بالقرب من سهل الروج

استهدف الهجوم الثاني بتاريخ 08 أيلول/سبتمبر، 2022 في ريف إدلب الغربي أراض زراعية بالقرب من سهل الروج، حُدّد موقعها الجغرافي أعلاه. 

ملخص تقارير الانترنت

بدأت البلاغات حول استهداف سهل الروج عند الساعة 11:12، إذ نشرت صفحة الروج ميديا خبرًا عن غارتين جويّتين في المنطقة. واستمرت الصفحة بنشر الأخبار والصور التي أظهرت استهداف سهل الروج بغارات متتالية مزدوجة حتى الساعة 12:35.

hafsarja27

لقطة شاشة من  فيديو من صفحة الروج ميديا توثق نفوق الحيوانات نتيجة استهداف على سهل الروج

لقطات شاشة من فيديو  صفحة  Rudaw على فيسبوك يظهر عمود من الدخان بعد الاستهداف بالقرب من سهل الروج

 يظهر فيديو نشرته شبكة شام الإخبارية لحظات الاستهداف الأولى على منطقة سهل الروج، ويسمع في الفيديو صوت المصور وهو يقول “نفذ” في إشارة لسقوط الصاروخ، يترافق الصوت مع لقطات للدخان المتصاعد من المكان نتيجة سقوط الصاروخ. الفيديو ذاته ينقل شهادة عن عنصر من الدفاع المدني يصف فيها الهجوم ونفوق المواشي نتيجة الاستهداف. إضافة إلى ذلك؛ يظهر الفيديو صاروخاً لم ينفجر في منطقة سهل الروج إضافة للدمار وآثار الدماء في المكان.

لقطات شاشة من فيديو شبكة شام على فيسبوك توثق القصف وبقايا الصاروخ بالقرب من سهل الروج

الأهم من ذلك، الفيديو المنشور على الإنترنت وهو لقطات استطلاع توثق موقع الضربة و الهجوم بالقرب من سهل الروج. تظهر هذه اللقطات ما يبدو أنه طائرة بدون طيار تقلع من الموقع المستهدف وأفادت وسائل إعلام روسية وسورية و موالية للحكومة أن الهجوم استهدف قائد كتيبة التوحيد والجهاد سراج الدين مختاروف المعروف باسم “أبو صلاح الأوزبكي” و آخرين موجودين في الموقع المستهدف قرب سهل الروج و منشأة لتصنيع طائرات المسيرة .

 يظهر مقطع فيديو نشرته قناة الإخبارية السورية لقطات من فيديو لطائرة استطلاع يوثق الهجوم بأكمله. بما في ذلك: تحديد الهدف، و طائرة تطلق ذخائر، و شن هجوم أرض–أرض، انفجار على موقع التأثير. من خلال التحليل الأولي للقطات طائرة الاستطلاع التي ظهرت على الإخبارية السورية، تبيّن أنها لقطات مأخوذة من فيديو سابق لتدريبات عسكرية روسية نشر على الإنترنت عام 2020. 

hafsarja52

 لقطات شاشة من فيديو الإخبارية السورية (يمين) و لقطات على الأرض من موقع Rudaw (يسار) تظهر ما يبدو أنه تطابق بين أعمدة الدخان في الصورتين

تحديد التوقيت

عمل فريق الأرشيف السوري على تقدير الوقت التقريبي للضربات من خلال دراسة الظلال الظاهرة في مقطع فيديو نشرته صفحة Rudaw على فيسبوك ويصوّر لحظات القصف بالقرب من سهل الروج.

تظهر لقطة شاشة لأداة SunCalc وقت الشمس و موقعها عند الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي، بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر 2022، في موقع التأثير المحدد جغرافياً بالقرب من سهل الروج. الدائرة البرتقالية هي موقع الشمس و الدائرة المحددة باللون الأحمر هي موقع الاستهداف الموثق في مقطع الفيديو من Rudaw. يتطابق اتجاه ظلال الأشجار الموضحة في لقطات Rudaw تقريباً مع الاتجاه المقدر للظلال في الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي بتاريخ 08 أيلول 2022. 

و هذا يتطابق مع تقارير المراصد المحلية بأن الاستهداف قرب سهل الروج بدأ نحو الساعة 11:16 بالتوقيت المحلي واستمر حتى الساعة 12:32

الدمار

الاستهداف الذي وقع بالقرب من سهل الروج تسبب بأضرار و تأثيرات واسعة النطاق في المنطقة، بما في ذلك: الأضرار التي لحقت بالأشجار و الأراضي الزراعية، وقتل الماشية، وأضرار لحقت [بخيام السكان](https://(www.facebook.com/watch/live/?ref=search&v=914367773055072) الذين يعملون في زراعة الأرض، وأضرار لحقت بألواح الطاقة الشمسية المستخدمة لري المحاصيل. 

السلاح المستخدم 

توثق مقاطع الفيديو و الصور المنشورة على الانترنت بقايا ذخيرة قيل إنها أطلقت في الاستهداف على سهل الروج.

لقطات شاشة من فيديو أورينت نيوز تظهر بقايا الذخيرة التي تم العثور عليها في سهل الروج

لقطات شاشة من فيديو شبكة شام على فيسبوك تظهر بقايا السلاح التي تم العثور عليها في سهل الروج

hafsarja17

مكان سقوط الصواريخ في سهل الروج / مقارنة المعالم البارزة بين الفيديو الذي نشرته الإخبارية السورية والخرائط في جوجل إيرث

يبدو أن الصاروخ يتطابق مع صاروخ توشكا من طراز (9M79 Tochka). ووفقًا لمرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية ، فإن صاروخ توشكا 9M79 يصنّع في روسيا، ويُستخدم من قبل القوات الحكومية السورية والروسية. يتطابق شكل الزعانف وأجنحة الذيل المميّزة للصاروخ مع البقايا الظاهرة في مقاطع الفيديو والصور  المنشورة عبر الإنترنت. من المحتمل أن الصاروخ كان محمّلًا بذخائر عنقودية.

كما نشر الدفاع المدني السوري على تويتر تغريدة أشار فيها إلى استخدام صاروخ توشكا 9M79 محمل بذخائر عنقودية من نوع 9N24، وأشارت تغريدة الدفاع المدني إلى أن نحو 40% من الذخائر لم تنفجر. بالإضافة إلى تقرير أورينت عن الحادثة الذي أظهر ما يمكن أن يكون بقايا شرائط بيضاء مثبتة في فوهة ارتطام، قد تشير إلى الذخيرة 9N24 والتي سبق أن استُخدمت في سوريا. كما ثبت استخدامها في أوكرانيا مؤخرًا من قبل روسيا. لم يتمكن الأرشيف السوري من العثور على توثيق آخر لبقايا الذخائر العنقودية المرتبطة بالهجوم. 

لقطات شاشة من فيديو أورينت نيوز تظهر بقايا خيوط بيضاء من المحتمل أن تكون بقايا مثبتات للقنابل العنقودية 9N24

هدف عسكري محتمل

يوثق فيديو نشره حساب Hamdy Arnous على تويتر لحظة الاستهداف في الموقعين، في الجزء الأول من الفيديو تظهر نقطة الاستهداف في سهل الروج، ويظهر الجزء الثاني استهداف المنزل ومنشرة الحجارة على طريق حفسرجة -الشيخ يوسف. في الخبر المرافق للفيديو يدعي صاحب الحساب أن الاستهداف كان جزء من تعاون روسي شاركت فيه وزارة الدفاع التركية القوات الروسية بتقديم “إحداثيات لمعسكر تدريب مقاتلي هيئة تحرير الشام بالقرب من الشيخ يوسف، والذي يضم أيضا ورشة لإنتاج الطائرات بدون طيار و العبوات الناسفة”. لقطات من الفيديو تظهر أيضاً طائرة من دون طيار تقلع من الموقع المستهدف. 

غرد مستخدم على موقع تويتر، يعرف بأنه مراقب للجيش العربي السوري، عن تحليق مكثف  لطائرات حربية روسية في أجواء إدلب عند الساعة 11:15 بالتوقيت المحلي يوم 8 أيلول/ سبتمبر 2022. وبعد وقت قصير، عند الساعة 11:27، غرد المستخدم عن استمرار الغارات الجوية على “مواقع إرهابية” غربي إدلب، وتحدث عن 8 ضربات بحلول ذلك الوقت. كما شارك الحساب ذاته مقطع فيديو من وكالة سانا الاخبارية  يتحدث عن عمليات قصف روسية على مقرات “الإرهابيين” في إدلب.  

وأفادت وكالة سانا، أن القوات الصاروخية السورية و الطيران الروسي نفذا عملية نوعية في إدلب استهدفت مقرات لتدريب “الإرهابيين” على إطلاق وتوجيه طائرات مسيرة. 

 وسائل إعلام روسية وسورية  أو موالية للحكومة السورية تحدثت عن استهداف قائد كتيبة الجهاد والتوحيد سراج الدين مختاروف، أبو صلاح الأوزبكي، إضافة لأشخاص آخرين في المكان، ومكاناً لتصنيع الطائرات المسيرة.

hafsarja66

خريطة توضح مواقع تمركز كتائب التوحيد والجهاد - المصدر: سوريون من أجل الحقيقة و العدالة

وكتيبة التوحيد والجهاد هي منظمة جهادية صغيرة غالبية أعضائها من الأوزبك. تأسست بين عامي 2013-2014 و بايعت تنظيم القاعدة في 2015 و يقدر عدد مقاتليها بنحو 500 مقاتل يتوزعون في جبل السماق وريف جسر الشغور. 

في 7 آذار/ مارس 2022، صنفت وزارة الخارجية الأميركية كتيبة التوحيد والجهاد كمنظمة إرهابية عالمية، وتمت إضافتها إلى قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي الخاصة بداعش والقاعدة. 

مختاروف -ويعرف أيضا باسم أبو صلاح الأوزبكي ـمن أصول قرغيزية. يتزعم “كتيبة التوحيد والجهاد”، والتي كانت سابقاً إحدى تشكيلات “جبهة النصرة”، لتنفصل عنها فيما بعد، وتبقى ككيان عسكري مستقل، في إدلب. وهو مؤسس كتيبة “الأوزبك” وقائدها ضمن “الهيئة”، منذ أن وصل إلى شمال سورية في عام 2015. 

أُقيل مختاروف من زعامة كتيبة التوحيد والجهاد في نيسان 2019، وأسند المنصب لعبد العزيز الأوزبكي، وبقي عاملاً فيها حتى انشقاقه عنها في أيار 2020 وانضمامه لجماعة أنصار الدين، في شهر حزيران 2020 اعتقلت “تحرير الشام” مختاروف، لنحو تسعة أشهر، وبعد أن تم الإفراج عنه انضم إلى تنظيم “جبهة أنصار الدين”.

وتبعد المناطق التي يتواجد فيها مقاتلو كتيبة التوحيد والجهاد ما بين 10 إلى 27 كيلومترا من موقع التأثير في حفسرجة. 

إلا أن ناشطين وصحفيين نفوا مقتل مختاروف في الاستهداف. بالاعتماد على معلومات مفتوحة المصدر لم يجد الأرشيف السوري ما يثبت أو ينفي مقتل مختاروف في الاستهداف. 

وثقت مقاطع فيديو على الإنترنت رد الفصائل العسكرية في إدلب على الاستهداف، بما في ذلك هيئة تحرير الشام إضافة إلى الجبهة الوطنية للتحرير وجيش العزة، و كلاهما تابع للجيش الوطني السوري. 

الضحايا

في الساعات التي تلت الحادثة نقلت وسائل تواصل اجتماعي وناشطون صوراً وأسماء للضحايا والمصابين في الحادثة، كذلك صوراً لجثث تم انتشالها من المكان، ومن خلال مقاطعة الأخبار في الوسائل المتاحة استطاع الأرشيف السوري توثيق سقوط 7 قتلى بينهم طفلان وإصابة أكثر من 13 شخصاً في الاستهدافات التي طالت حفسرجة وسهل الروج.

بشكل أكثر تحديداً، فإن أربعة من القتلى الذين تم الإبلاغ عنهم في الاستهداف هم أب و ولديه من عائلة طيفور و رجل من عائلة الضاهر نازحون من قرية الدانا. كما أسفرت الهجمات عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلين من عائلة عيد وعويضة و شاب من عائلة صطيفي من بلدة حفسرجة. 

المسؤول المحتمل 

حمّلت وسائل إعلام وناشطون سوريون روسيا مسؤولية الاستهداف الذي طال حفسرجة وسهل الروج. تبدو هذه الادعاءات متسقة مع طراز الطائرات والذخيرة المفصلة أعلاه. 

 للتحقق من الادعاءات؛ بحث الأرشيف السوري في المصادر المتاحة للمواقع التابعة لروسيا والحكومة السورية أو الموالية لهما، ليجد تأكيداً على وقوع الاستهداف على هذه المناطق من قبل سلاح الجو الروسي مع حديث حول استهداف ما أسماهم “تجمعات إرهابية أو إرهابيين”.

ونقلت كل من قناة روسيا اليوم وروسيا بالعربية وتلفزيون المنار وقناة العالم ونور الهدى برس وقناة عمليات الجيش السوري وقناة النمر فرع المعلومات وقناة قوات النمر لتحرير إدلب في تلغرام وفوج الهواشم أخباراً وصوراً عن استهداف الطيران الروسي لقريتي حفسرجة والشيخ يوسف ومناطق في ريف إدلب الغربي. 

تداولت قنوات الحكومة السورية و صفحات موالية لها أخباراً عن الحادثتين، بما في ذلك صور الطائرات و الذخيرة المستخدمة في الهجوم و بيانات الطيران و مقطع  فيديو يصوّر هجمات سهل الروج عبر طائرة استطلاع. 

تحليل بيانات الطيران

تتطابق جميع بيانات رصد الطائرات الحربية مع النتائج الرئيسية. وتؤكد البلاغات، عن وجود وتحديد نوع الطائرات الروسية فوق حفسرجة و البلدات المجاورة خلال وقت الهجوم التقريبي، المسؤول عن الهجوم، والتوقيت المحدد ومواقع التأثير الجغرافي. 

للوصول الى هذا الاستنتاج؛ قارن الأرشيف السوريّ النتائج المستخلصة من معلومات مفتوحة المصدر أعلاه من صور ومقاطع الفيديو مع بيانات رصد الطيران من قبل منظمة مراقبة، والتي توثّق رصد طائرات حربية من قبل شركاء مراقبين في جميع أنحاء سوريا. يجمع هؤلاء المراقبون بيانات حول الطائرات، مثل نوع الطائرة واتجاه تحليقها. قام الأرشيف السوري بتحليل بيانات هذه المنظمة لرحلات جوية يحتمل أن تكون شوهدت لفترة وجيزة، أثناء وبعد الوقت المحدد للهجمات. 

وبحسب البيانات، في الساعة 10:20 و 10:33 و 11:11  شوهدت طائرات روسية ثابتة الجناحين تغادر جنوب شرقي قاعدة حميميم الجويّة التي تديرها روسيا على بعد نحو 91 كيلومترًا جنوب غربي حفسرجة. نحو الساعة 10:59  شوهدت طائرات روسيّة ثابتة الجناحين وهي تحلّق باتجاه الشمال الغربي فوق أريحا وهي منطقة تبعد نحو 23 كيلومترًا جنوب شرقي حفسرجة. ما بين الساعة 10:59 وحتى الساعة 12:31 شوهدت عدة طائرات روسية ثابتة الجناح تحلق فوق جبل الزاوية، وهي منطقة على بعد نحو 37 كم جنوب شرقي حفسرجة. ثم في الساعة 11:01 و11:03 و 11:04 و 11:09 و 11:12 و 11:17 و 11:19 و 11:23 و 11:31 رُصدت طائرات روسيّة ثابتة الجناحين تحلّق فوق حفسرجة بشكل دائريّ. ثم شوهدت طائرات روسية ثابتة الجناحين تحلق بشكل دائري فوق سماء المنطقة بعد نحو 50 دقيقة، لاحقاً في الساعة 12:19 و 12:30 و 12:33. كما شوهدت طائرات استطلاع تحلق فوق المنطقة بدءً من الساعة 11:07 وحتى الساعة 11:54.

قارن الأرشيف السوري البلاغات التي نُشرت من قبل أربعة مراصد محلية سورية، مرصد جسر الشغور، مرصد الأحرار للطيران، مرصد إدلب للطيران، مرصد سوريا، تقاطعت المعلومات فيما بينها على الشكل التالي، وبفارق زمني لا يزيد عن دقائق:

وكانت تحقيقات سابقة قد خلُصت إلى أن تحليق الطيران الحربيّ الدائري فوق موقعٍ ما يُشير عادةً إلى محاولة الاستحواذ على الهدف و/أو التحضير لهجوم وشيك.إلا أنه لا يتوافر دليل مباشر يشير إلى ضلوع إحدى الطائرات المرصودة مباشرة في الضربة الموثقة بالقرب من حفسرجة و سهل الروج. يجب التعامل مع بيانات رصد الطيران بحذر فقد يحدث خطأ في التعرف على الطائرات أو أخطاء أخرى قد يقع فيها المراقب. 

خاتمة 

من خلال المعلومات المذكورة أعلاه؛ قيّم الأرشيف السوري الادّعاءات والوثائق المرتبطة بقصف جوي بإحدى عشرة غارة على الأقل، إضافة لصاروخ أرض أرض استهدفت بشكل مباشر محيط  قرى حفسرجة، الشيخ يوسف، و سهل الروج غربي  إدلب في 8 سبتمبر 2022.

تشير جميع التقارير إلى أن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل سبعة مدنيين، بينهم طفلان، بالإضافة الى تدمير منزل ومنشرة حجارة في حفسرجة، فضلاً عن أضرار مادية طالت خيام المدنيين وألواح الطاقة الشمسية بالقرب من سهل الروج، إضافة لنفوق نحو 40 رأساً من الماشية. 

كما أبلغت المعلومات مفتوحة المصدر والمتاحة عبر الإنترنت عن وجود واستهداف معسكر لتدريب الفصائل المسلحة والقائد السابق لكتائب التوحيد و الجهاد، سراج الدين مختاروف، في المنطقة القريبة من سهل الروج. 

اعتماداً على تحليلنا للتقارير الإخبارية المتوفرة، والصور، ومقاطع الفيديو التي توثق الحادثة، بلاغات وصور الطيران، ونوع الصاروخ المستخدم، وتصريحات أطراف النزاع السوري -بما في ذلك تأكيد الحكومة السورية عبر قناة الإخبارية السورية، والفيديو الذي نشرته روسيا من طائرة استطلاع قرب موقع التأثير - يرجّح الأرشيف السوري مسؤولية القوات الروسية والسورية عن الاستهداف.

logo

الأرشيف السوري

الأرشيف السوري هو مشروع مستقل تمامًا، لا يقبل الدعم المالي من الحكومات المتورطة بشكلٍ مباشر في النزاع السوري. نسعى للحصول على التبرعات من الأفراد لنتمكّن من الاستمرار بعملنا. يمكنكم دعمنا عبر صفحة باتريون الخاصة بالمشروع.

تبرّع
Mnemonicالأرشيف السودانيالأرشيف اليمنيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية