بعد مرور عشر سنوات، لا يزال الدليل متاحًا على الإنترنت

نشر الأرشيف السوري في 21 أغسطس قاعدة بيانات محدّثة لتوثيق وسائل التواصل الاجتماعي لهجوم غاز السارين الذي وقع في 21 أغسطس 2013 على الغوطتين الشرقية والغربية. وفي عملية مراجعة البيانات وتحليل المواد، أصبحت ثلاثة أشياء واضحة بشكل لافت للنظر.

أولاً، هذا الهجوم هو الأكثر والأفضل توثيقًا في أرشيفنا مفتوح المصدر لانتهاكات حقوق الإنسان والجرائم الدولية المحتملة المرتكبة في سوريا منذ عام 2011.

ثانيًا، هذه هي مجموعة البيانات الأكثر قسوةً التي قمنا بإنتاجها على الإطلاق، وهو أمر غير مفاجئ نظرًا لأن الأسلحة الكيميائية محظورة جزئيًا على الأقل لأنها تسبب دمارًا عشوائيًا وغير متناسب للضحايا.

وثالثًا، يتمتّع التوثيق مفتوح المصدر بقوة البقاء. لقد استغرق إعداد استجابة المساءلة “الحقيقية” لهذه المأساة أكثر من عقد من الزمن، ولكن الدليل على ما حدث سيكون دائمًا متاحًا للجمهور وموثقًا بدقة وآمنًا على خوادمنا.

نرى هذا المشروع أساسيًا لتوفير دعم مفتوح المصدر للعمل الذي يقوم به جميع شركاؤنا وزملاؤنا الذين يطالبون بالمساءلة، بما في ذلك:

• إحياء الدفاع المدني السوري ذكرى الهجوم بالتعاون مع حملة لا تخنقوا الحقيقة.
• رسالة مفتوحة من حملة “لا تخنقوا الحقيقة”، تدعو الجامعات إلى تحميل الأكاديميين المسؤولية عن “العنف المعرفي” المتمثل في إنكار الهجوم والتضليل المقصود بشأنه.
• جهود منظمة The Syria Campaign لإيصال أصوات الناجين وحملة “لا تخنقوا الحقيقة”. حيث قالت تهامة درويش، ممرضة سابقة عايشت لحظات ما بعد الهجوم: “سنستمر في تذكير العالم أجمع بما حدث يوم الهجوم، حتى يأتي اليوم الذي تتم فيه محاسبة جميع المجرمين المسؤولين. ”
• وفي بيان صدر الأسبوع الماضي، قامت الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR) بمراجعة أرشيفها الخاص بتوثيق هذا الهجوم، وعلى هذا الأساس أوصت باتخاذ إجراءات محددة من قبل المجتمع الدولي.

أخيرًا، اعتبارًا من هذا الشهر، أصبح الأرشيف السوري طرفًا في التحقيق الجنائي الجاري في هذا الهجوم في فرنسا. تم إجراء هذا التحقيق – وغيره من التحقيقات في ألمانيا والسويد – بناءً على الطلبات المقدمة في عامي 2020 و 2021 من قبل المركز السوري للإعلام وحرية التعبير (SCM)، ومبادرة Open Society Justice، ومنظمة Civil Rights Defenders والأرشيف السوري، إلى جانب ناجين من هجوم غاز السارين.